الحركات السلفية والتجمعات السلفية
هل تعرف الفرق بين ( الحركة السلفية ) الحقيقية ، والتجمعات السلفية التي نشأت منذ ما يقرب ٤٠ سنة ؟ وما الهدف من تكوينها ؟ وسر دعم الحكومات لها ؟
أتمنى طبعا أن تتسع صدور الجميع لهذا التساؤل المستحق حاليا ، ولا أعني به التشكيك بغالبية من ينتمون لتلك التجمعات السلفية .
وأحب أن أنوه هنا بأن من نماذج مجددي الحركة السلفية التي أعني : الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا والشيخ حسن البنا والشيخ أحمد شاكر وغيرهم كثير .
لنفرق ابتداء ونميز بين :
الحركات السلفية والتجمعات السلفية
فبينهما فااااارق عظيم
مصطلحات يجب أن تحرر وتوضح :
السلف الصالح : هم الصحابة وتابعوهم وتابعوا التابعين رضوان الله عليهم أجمعين .
السلفية : هي ( منهج ) السلف الصالح في العبودية والحياة ، ركزوا هنا على كلمة ( منهج ) وهناك فارق كبير بين المنهج والأقوال ، وتعتبر العقيدة السلفية جزأ من المنهج السلفي .
الحركات السلفية التجديدية :
كما جاء في الحديث الصحيح ، فإن في رأس كل مأئة سنة يبعث الله من يجدد الدين ، فيحرك المياه الراكدة ، لتكون ثمة حركة تجديدية ، وهي حركة تتمثل في شخص أو مجموعة أشخاص كما قال العلماء ، وسوف أركز على القرون الأخيرة .
ابتدأت حركات سلفية تجديدية في القرون الأخيرة ، وكان من أشهرها دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب والشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا والشيخ حسن البنا ، تلكم الحركات السلفية دعت وبشكل واضح إلى الفهم الواضح والمنهج الأوضح للسلف الصالح ، دون تقديس أقوالهم أو رمزية لأشخاصهم .
تلكم الحركات السلفية التجديدية دعت إلى ( منهج السلف ) في أخلاقهم وتعاملهم وفهمهم للدين وارتباطه بالحياة وفهم السياسة الشرعية وأهميتها.
أزعجت تلكم ( الحركات السلفية التجديدية ) ومنها بالطبع حركة الإمام ابن تيمية ومن سبقه وتبعه على مر العصور كثيرا من الحكام والأنظمة المستبدة ، لأنها كانت تجعل من الدين أساسا لسياسة الناس والحياة ، وكان الحكام يضيقون يضيقون ذرعا ، فرموهم في السجون ، وعذبوهم ، بل قتلوهم بعضهم بسبب جرأتهم في قول الحق دون خوف .
وتوصل المستبدون أخيرا ، وبناء على استشارة وتوجيهات ( خارجية ) بأن أفضل وسيلة للقضاء على الحركات السلفية التجديدية هي من داخلهم ، وبنفس لغتهم ومصطلحاتهم التي يستخدمون !!!
فتفتق ذهن الأنظمة عن فكرة ( التجمعات السلفية ) !!
هدفها المعلن : نشر العقيدة السلفية.
هدفها المبطن : ضرب الحركات السلفية التجديدية وإعاقة عملها ، من خلال إشهار سيوف الانتقاد لقياداتها ورموزها وأساليب عملها .
وعندما أقول هدف ( التجمعات السلفية ) لا أعني هنا آحاد وجموع منتسبيها ، فغالبيتهم حسني النية ، أنقياء القلوب ، بل أعني ( بعض ) رؤوسهم ومنظريهم ؛ ومؤسسي تجمعاتهم ، فـ ( التجمعات السلفية ) في رأيي صنيعة أنظمة وحكومات ، ولذا نجدها مدعومة في أغلب البلاد العربية والإسلامية ، إن لم يكن جميعها ، لأنهم يعلمون حقيقة وجودها !!
ويتمحور عمل ( التجمعات السلفية ) حول ركيزتين :
١- نشر العقيدة الصحيحة للسلف الصالح ، وهذا جهد يشكرون عليه ، لولا حدتهم في الطرح وإلغاء الآخر ، وعدم اعتبار للخلاف في بعض فرعيات مسائل العقيدة.
٢- توظيف الدين ونصوص السلف الصالح لحماية الأنظمة الحاكمة من أي فكر سلفي صحيح قائم على ( منهج السلف ) .
تلكم الحماية للأنظمة قامت على مجموعة من الأسس ، تقوم جميعها على قاعدة (وجوب طاعة ولي الأمر ) ، وعدم جواز إنكار المنكر عليه أمام الملأ ، وحرمة الخروج عليه في جميع الظروف والحالات ، إلا إن أمر بالسجود للأصنام ، أو زؤية الكفر البواح ، أو منع الصلاة ، كما أنهم يدعون إلى الصبر وتحمل طغيان الظالمين ، ويسندون تلك الأقوال إلى دين الله ، افتراء على الله ودينه ، ولأنهم خط الدفاع الأول عن الأنظمة الحاكمة ، فلديهم أرشيف خاص للفتاوى السياسية المنوعة ، والتي يمكن استعماله متى تمت الحاجة إليه .
بقلم: