كانت المنافسة بين الدكتور جمال حشمت مرشح الإخوان المسلمين وبين الدكتور مصطفى الفقى مرشح الحزب الوطنى واحتشدنا جميعا نحن جماعة الإخوان المسلمين أمام لجان الفرز ننشد وندعو ونقرأ القرءان ونهتف : إن فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله ... وكانت ليلة من أجمل الليالى وكلما مرت بضع دقائق خرج لنا خبر استبشار باكتساح الدكتور حشمت على منافسه إلى أن انتهى الفرز وحصل الدكتور حشمت على 55 ألف صوت على ما أذكر مقابل 7000 صوت لمرشح الوطنى وانتظرنا كثيرا حتى إعلان النتيجة وتم تأخير إعلان النتيجة حتى الصباح وكانوا قبلها يحشدون قوات الأمن من كل حدب وصوب اكتشفنا بعدها أننا قد أَحطنا بكردون أمنى مكثف جدا جدا جدا وفجأة وبعد طول انتظار وبعد أن رحل كل القضاة من لجان الفرز تم إعلان النتيجة لصالح الوطنى وكانت صدمة عنيفة هزت جميع الموجودين بالمكان كنا جميعا محتشدين أهل دمنهور من الإخوان وغير الإخوان طيلة الليل وانهار كل من كان موجودا بالصياح وبالبكاء وكادوا يصتدمون بالأمن وقوات الأمن إلى أن خرج علينا الأستاذ محمد سويدان مسئول المكتب الإدارى بمحافظة البحيرة وخطب فينا بصوته الجهورى القوى قائلا : وحقنا للدماء وحقنا للدماء وحقنا للدماء (هذه الكلمات الذى لم يغب صداها حتى هذه اللحظة عن أذنى) ارجعوا إلى منازلكم وغادروا المكان فورا وعلت أصوات الموجودين بالرفض والبكاء والنحيب ولم يكن أمامنا سوى الإستجابة والانصراف مذهولين لا نصدق ما حدث ، إنه لظلم فادح وفاحش هذا الشعور الذى شعر به كل أهل دمنهور ومرت الأيام علينا كئيبة عصيبة لا نصدق ما حدث إلا أننا اكتشفنا بعدها أن قرار الإخوة المسئولين بصرفنا كان قرار حكيما وصائبا فما أسهل أن يتركنا القادة للمواجهة باسم الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم ولكن تعلمنا وتربينا كثيرا على قاعدة فقهية تقول : درء المفاسد مقدم على جلب المنافع وها أنا أقولها لكل من يعتصم الآن أمام وزارة الدفاع ويواجه قوات الجيش ادرءوا المفاسد وارجعوا إلى بيوتكم يرحمكم الله فأنتم أحب إلينا من أنفسنا التى بين جنباتنا ولو كنا نعلم أن النزول الآن للتضامن معكم أمام وزارة الدفاع فيه الصواب والله ما ترددنا أبدا للنزول معكم وإنى لكم ناصح أمين والله على ما أقول شهيد وفى الختام أذكركم بقوله تعالى : {{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * }} غافر 44
بقلم تامر الشاعر