نشرت صحيفة (شيكاجو نريبون) مقالا لصحفي يتهم العالم الشهير فورد بالغباء...قدَّم محامي فورد بلاغا للمحكمة ضد الصحفي....وقف الصحفي أمام المحلفة بالمحكمة متعاليا ومدعيا أنه يمكنه أن يثبت لها ما قاله....
قال الصحفي: سيد فورد هل يمكنني أن أوجه لك قليلا من الأسئلة.......؟
هزَّ فورد رأسه بالإيجاب...علت بسمة النصر على وجه الصحفي...فقد تيقن أنه قد أوقع به
الصحفي: سيد فورد هل يمكنك أن تخبرني عن اسم أشهر بيت أزياء بالعالم....؟
لم يرفع فورد وجهه من الأرض وهز رأسه موحيا بالنفي...ازدادت البسمة على وجه الصحفي أصبحت تكسو وجهه كله....
الصحفي: أخبرني عن اسم أشهر ممثل في هوليود......؟
فورد: لا أعرف....
الصحفي: أخبرني عن اسم أشهر لاعب كرة قدم في العالم....؟
فورد: لا أعرف...
توالت أسئلة الصحفي ورد فورد واحد لا يتغير....لا أعرف....
ابتسم الصحفي للمحلفة وهو يرفع رأسه قائلا: ألم أقل لكم إنه غبي...تافه....
طلب فورد الفرصة للكلام....أعطته المحلفة الفرصة.....
نظر فورد للصحفي قائلا سيدي هل يمكنك أن تخبرني كيف يمكنك زيادة سرعة موتور السيارة دون أن ترتفع حرارته....؟
جحظت عيني الصحفي وهو يقول: لا أعرف...
فورد: هل يمكنك أن تخبرني كيف يمكن تقليل احتكاك السيارة بالهواء من أجل تقليل استهلاك الوقود....؟
ازداد جحوظ عيني الصحفي وهو يمرجح رأسه في الهواء يمينا ويسارا.....
توالت أسئلة فورد ورأس الصحفي لا تتوقف عن الاهتزاز يمينا ويسارا....
توجه فورد نحو المنصة قائلا:
سيدتي....إن هذا الشخص عقله مثل صندوق القمامةكلما وجد شيئا تافها وضعه فيه...أما أنا فعقلي هو عقل علماء, إنه صندوق مجوهرات لا أضع فيه إلا الغالي والنفيس لذا فأنا عالم..........
دعني أوجه سؤالا هو لي قبل أن يكون لك....أين كل منا من صندوق القمامة وصندوق المجوهرات....
يحتاج الفوضويون إلى صناديق قمامة للتخلص من قمامتهم ربما يصبحوا أقل إزعاجا....
بينما يحتاج الطموحون إلى صندوقين...صندوق قمامة بجوارهم للتخلص من كل ما يمكن أن يشوش على طموحهم أو يسيء إلى أحلامهم....وصندوق مجوهرات بداخلهم يحتفظون فيه بأغلى ما يمتلكون وأعز ما يتمنون....,.
لا بد وأن تسأل نفسك مع إشراقة كل صباح كيف يمكنك أن تزيد من مجوهراتك........
كثيرا ما أقابل في حياتي العملية شبابا رائعا يحمل أحلاما جميلة يتمنى الوصول إليها لكنه يقف قبل نهاية الطريق..لا يكمل طريق الوصول إلى حلمه...يتعجب هو من عدم قدرته على مواصلة السير...لكني غير متعجب...
لقد حول حياته وغير هدفه فأصبح مهتما بصندوق القمامة بل لقد جعله بداخله...أصبح عقله مشغولا بما لايفيده ولا يجديه إنه يجمع كل مالا قيمة له بينما يغفل عن المجوهرات الخقيقية...يأبى أن يغوص في بحور العلم ليستخلص منها اللؤلؤ والمرجان....
فأصبح ينأى بنفسه عن شطأن العلوم.... ونسيم الأدب.....وألحان اللغة...لذا ما أن يهم بالسير في اتجاه حلمه حتى يجد نفسه مثقلا بالقمامة ويبحث بداخله فلا يجد ما يعينه على مواصلة السير لحلمه........
أيها الشباب الرائع........
أنتم لديكم من الطاقات ما نفتقده نحن.....ولديكم من الرؤى ما لا تصل إليه أعيننا....يبقى أن تمتلكوا صندوق المجوهرات.........وإلى لقاء آخر مع....صندوق المجوهرات.....