بعد النجاح الباهر الذي أحرزه مجلس الشعب في الفترة السابقة منذ بدأ جلسات مجلس الشعب في حل مشكلات مصر التي خلفها النظام البائد قرر مجلس الشعب أن يشكل لجنة تأسيس الدستور بمبدأ الفيفتي فيفتي و اللي ميعرفش يعني أيه يعني ٥٠% من داخل البرلمان و الخمسين التانية من بره المجلس وهو برده اللي يختارها.
و بالطبع لمن لا يعلم أن هذه النسبة جاءت بعد إتفاق زعيم الهيئة البرلمانية لحزب النور "سيد مصطفي" مع كتلة الأغلبية برئاسة الزعيم النائب "حسين إبراهيم" وبالطبع تلك النسبة كانت بعد أن رغب حزب النور في رفع النسبة الي ٦٠% حيث يري الحزب أن الشعب قد أنتخب المجلس بإنتخابات حرة ونزيهة تماما و هم يمثلون جميع فئات الشعب.
و لكن يبدو أن الأغلبية و النور لم تري أن الشعب قد أنتخبها لأختيار لجنة إعداد الدستور و ليس للإستحواذ علي اللجنة التأسيسية.
و يبدو أيضا إصابتهم بضعف النظر فهم لايروا أن الأداء البارع و الفائق للمجلس في الرغي و الكلام في جميع القضايا التي تمس الشعب و تهمه سيكون هو المسيطر و المخيم بظلاله علي كتابة الدستور.
فشخصيا لا أعلم كيف لصاحب مصلحة أن يقلل من صلاحياته أو أن يأتي بغيره ليكون هو صاحب الأمر , لا أعلم كيف يؤتمن صاحب مصلحة أنتخبه الشعب ليمثله و هو يقصيه في أن يأتي بدستور محترم يكون نبراسا للأمة خلال مئة عام قادمة , إذ في أول أختبار فشل السادة النواب المحترمين في أقصاء أنفسهم و أن يبقوا مشرفين و مراقبين للجنة التأسيسية كما أرادهم الشعب.
فشل وراء فشل هو عنوان مجلس الشعب الحالي فجميع القضايا التي ناقشها المجلس الموقر مازالت كما هي للأسف , و قد يقول البعض أن تلك الفترة هي فترة بسيطة و لم تتجاوز الشهرين فأي إنجاز يستطيعه المجلس التشريعي ؟؟؟
و الأجابة بسيطة أنهم لامو من قبلهم رئيس وزراء جلس شهر و لم يفعل شئ.
علي الأقل هم لديهم كل السلطة التشريعية اللازمة لسن قوانين لحل مشاكل البلد و لم يفعلوا فلنلقي نظرة بسيطة علي إنجازات البرلمان العظيم في الفترة السابقة لنري مدي كفاءة الدستور القادم و نري العقول التي ستضع الدستور و تختار باقي من سيضعه للأسف:
- قضية البوتجاز و التي ما زالت حتي الأن و هي سبب أساسي لأرتفاع أسعار الدواجن علي المستهلكين.
- قضية البنزين و التي مازالت مستمرة و تزيد مع مرور الوقت حتي الأن لعدم توافر سيولة .
- رفع قيمة تعويض الشهادة من 30.000 جنيه الي 100.000 جنيه بدون ذكر أو تعريف للشهداء أو ذكر مصدر التمويل بعد عجز الموازنة الذي حقق أرقاما خرافية.
- مهاجمة الحكومة في كل الجلسات و التأكيد علي أنهم منتخبون في كل جلسة مرة أو أثنين.
- لجنة تقصي حقائق بورسعيد الشمخاء التي عرفت اليد الخفية في الأحداث المأساوية و هي الفلول و النظام السابق و حسني مبارك وأعوانه ممن في طره ..... ويأتي تقرير النائب العام ليؤكد أنه لا يد خفية و مجرد شغب ملاعب.
- لجنة تقصي الحقائق الرائعة و التي أتت بنتائج مبهرة في معرفة صلاحية مستشفي طره لنقل الرئيس المخلوع و أنها جاهزة لأستقباله ....و نجد أن اللجنة زي قلتها و قرار النقل قرار مختص بالقاضي لا غيره.
- قرار النواب و مناقشتهم لأقالة النائب العام فيما لا يعلمون القانون و أنه لا يحق لهم ذلك و أن ذلك يعتد تدخل في السلطة القضائية فهم لا يعرفون ما عملهم الأصلي من تشريع و رقابة و لكن يودون التدخل في كل شأن تحت مسمي أن الشعب أنتخبهم وهم الممثلين لهم.
- تصريحات النائب اكرم الشاعر العظيمة في الحادث الذي تعرض اليه وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب من أنه فلول و من أنصار مبارك بسبب تقريرهم الرائع عن نقل مبارك لطره .... وطلع كله كلام فاضي و ليست أكثر من مجرد حادثة طريق عادية.
- قانون النائب المحترم الذي يريد تجارة بنات الغلابة بمجرد وصولهم لسن البلوغ وجواز زواجها دون إرادتها يعني يجي واحد غني عنده 90 سنه يشتري بنت عندها 12 سنة باسم الزواج و يستند النائب لأحاديث من هنا أو هناك ولا يريد القانون القديم الذي فرض الا يزيد فارق السن عن 25 سنة و بالطبع لا يمكن لأهل يعملوا كده في بناتهم نظرا لأن الشعب المصري كله أغنياء جدا و أن هذا لا يحدث أصلا!!!!.
- النائب السلفي المحترم بينوكيو المصري كما لقبته الصحافة الذي رأي أن الموضة السنة دي حوادث أغتيال النواب و الأخوان من عبد المنعم ابو الفتوح او وكيل لجنة الصحة فقرر عند عمله لعملية تجميل أنه غير في خلق الله طبقا للسلفيين فقرر أنه تعرض للسرقة و السطو المسلح لعدم قدرته علي الأفصاح عن عمليته لتجميل أنفه فيقع تحت بند يغير خلق الله.
- النائب المحترم الذي وصف الثائرين بمتعاطي الترامادول ثم عدل عن كلامه عند الهجوم عليه.
- نائب الأذان داخل البرلمان وليس بالطبع نحن ضد الأذان ولكن ضد المغالاة و الشو الأعلامي.
- نواب ضابط الأمن الوطني الذين أهتموا بالموضوع جدا و عند مناقشة مشكلة مياه الشرب تركوا الجلسة ليدلوا بشهادتهم ويتفرجوا علي الشهود و الذين أصدروا قرارا فوريا بإتهام الحكومة و إدانتها بدون تحقيق.
- النائب المحترم الذي طالب بالغاء تدريس اللغة الأنجليزية لغة الفرنجة و العياذ بالله.
- تمرير المادة 28 من قانون الرئاسة التي لا تسمح بالطعن علي مرشح رئاسة الجمهورية بدون مشكلة يعني أن تأتي بفيديو مسجل لرشاوي أو تزوير لأنتخابات الرئاسة ولا تستطيع التحدث أو الطعن علي الأنتخابات.
- نواب و نواب ونواب.....
كان هذا علي سبيل المثال و ليس الحصر فهو أداء مزري يشوبه العنترية و التسرع و عدم الخبرة و التشفي في النظام البائد ,بل هو النظام البائد بعينه بقوانينه وطريقة مناقشته للمواضيع المختلفة .
كيف لهذا المجلس بذلك الفكر و هو صاحب مصلحة في أن يضع دستور لإدارة البلاد خلال مئة عام قادمة ؟؟؟؟
كيف لصاحب مصلحة أن يضع هو قوانين و مبادئ الفصل بين السلطات ؟؟؟؟ ألن يجعل لنفسه القوي الكبري ؟؟؟؟
كيف الأشتراط بمعرفة اللغة الأنجليزية للأعضاء بلجنة الدستور من خارج البرلمان ولا يشترط ذلك للأعضاء من البرلمان ؟؟؟
بالطبع هذا بداية الأنحراف فمعظم الشيوخ بالمجلس لا يعرفون الأنجليزية ؟؟؟
ماذا سيكون مصير من يهاجم النظام القادم و يطالب بإصلاحه في ظل لا تخرج علي الحاكم ؟؟؟؟ هل سيعتقل مرة أخري بأمن الدولة "الأمن الوطني الحالي" خشية الأنقلاب علي الحاكم؟؟؟
ما الضامن بأن يأتي الدستور القادم برئيس طرطور و تكون القوة بيد البرلمان؟؟؟؟
أفيقوا نواب الشعب قبل أن يسحق هاماتكم الشعب .
و أتعظوا ممن سبقكم ولا تعتمدوا علي شعبيتكم الحالية فهي تتغير بين ليلة و ضحاها.
فمن سبقكم أمتلك كل شئ و أين هو الأن؟؟؟